كم يوم تدوم مناسك العمرة؟

بدايةً وجب التنبيه إلى أنّ مناسك العمرة لا تحتاج إلى وقت طويل لأدائها؛ فقد يعتمد ذلك بدايةً على وسيلة النقل المستخدمة في السفر والسير إلى مكة المكرمة ومواقيت الإحرام، وعلى همّة المُحْرم ونشاطه البدني؛ فقد تستغرق مناسك العمرة بضع ساعات أو أقلّ لأدائها؛ وإن كان المكوث في مكة المكرمة قد يكون لعدّة أيام.[١]


مناسك العمرة

تقوم العمرة على ثلاثة مناسك، يمكن بيانها على النحو الآتي:

الإحرام

ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ الإحرام للعمرة يكون بعقد النيّة لذلك، وزاد الحنفية أن تقترن النيّة بالذكر أو التلبية، أو بما يقوم مقامها من سوق الهدي؛ ويكون الإحرام من الميقات المكاني المخصص لكل أهل منطقة؛ فذو الحليفة لأهل المدينة ومن مرّ بها، والجحفة لأهل الشام ومن جاء من نواحيها، وقرن المنازل لأهل نجد، ويلملم لأهل اليمن، وذات عرق لأهل العراق وسائر أهل الشرق. أمّا بالنسبة للميقات الزماني للعمرة فقد اتفق العلماء على أنّ كل العام هو ميقات المسلم غير المشتغل بالحجّ؛ فيمكن الإحرام للعمرة طيلة شهور العام.[٢]


الطواف

يكون الطواف حول الكعبة سبعة أشواط، يبدأ الشوط من الحجر الأسود مع التكبير والتسمية، ويُسنّ للمُحرم أن يستلم الحجر في بداية كل شوط ويقبّله، فإن لم يستطع ذلك فباللمس، فإن لم يستطع فبالإشارة باليد، ويُستحب أن يرّمل المُحرم في أول ثلاثة أشواط؛ بأن هو يُسرع في المشي كهيئة الذي يجري، وفي الأربعة الباقية يمشي بالطواف باعتدال، كما يُسنّ الدعاء ما بين الركن اليماني والحجر الأسود بالآية الكريمة: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٣][٤]


السعي بين الصفا والمروة

يبدأ السعي من الصفا؛ فإذا وصله المُحرم قال: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّه)،[٥] ثم ينطلق حتى يرى الكعبة المشرفة، فيستقبل القبلة ويُوحد الله -سبحانه- ويُكبّره ويحمده، ثم يرفع يديه ويدعو بما يشاء، ثم ينزل من الصفا إلى المروة، ويمشي حتى يصل إلى العلم الأخضر الأول، ويُسنّ للرجل أن يسعى سعياً مسرعاً من غير إيذاء أحد، أمّا المرأة فلا يصحّ لها ذلك بالإضافة إلى الرمل بالطواف؛ خشية انكشاف عورتها.[٦]


وإذا وصل المُحرم إلى العَلَم الأخضر الثاني، مشى معتدلاً حتى يصل إلى المروة، فإذا وصل المروة يستقبل القبلة ويفعل كما فعل بالصفا، ثم يعود إلى الصفا ويبقى على هذه الفعل حتى يُتمّ سبعة أشواط، ويُستحب للمُحرم أن يُكثر من الدعاء أثناء سعيه.[٦]


ما يمكن للمُحرم فعله بعد أداء العمرة

يمكن للمسلم بعد داء مناسك العمرة القيام بعدد من العبادات والأعمال، طمعاً بالأجر والثواب المترتب على ذلك؛ ومن ذلك:

  • الصلاة بالمسجد الحرام؛ وذلك لأنّ الصلاة فيه تعدل مئة ألف ركعة في غيره؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مائةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ).[٧][٨]
  • الإكثار من الطواف؛ حتى عدّ العلماء أنّ هذه العبادة أفضل من غيرها للغريب عن مكة المكرمة.[٩]
  • قراءة القرآن والصدقة، أو تكرار أداء العمرة مرة أخرى.[١٠]

المراجع

  1. "ماذا يفعل بعد أداء العمرة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 28/12/2022. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 318-320، جزء 30. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:201
  4. أحمد حطيبة، كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، صفحة 3، جزء 26. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية:158
  6. ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 413-415. بتصرّف.
  7. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن جابر بن عبد الله ، الصفحة أو الرقم:1163، صححه الألباني.
  8. أيمن إسماعيل، المساجد بيوت الله، صفحة 10. بتصرّف.
  9. ابن أبي تغلب، نيل المآرب بشرح دليل الطالب، صفحة 157، جزء 1. بتصرّف.
  10. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فتاوى اللجنة الدائمة المجموعة الثانية، صفحة 355، جزء 10. بتصرّف.