صفة الطواف

إنّ للطواف حول البيت صفةً معيَّنةً عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعلى المسلم أن يحرص على اتّباع النبيّ في أفعاله بالطواف حتى ينال الأجر كاملاً إن شاء الله، ونذكر صفة الطواف بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي:[١]

  • إذا دخل المُحرِم إلى بيت الله الحرام فإنّه يقطع التلبية، ويقصد الحجر الأسود، ويدنو منه إن استطاع دون مزاحمة، ويستلمه، ويُقبّله إن تيسّر له دون إيذاء مَن حوله، وإلا استقبله من بعيدٍ مع الإشارة له.


  • إذا استلم الحجر الأسود يُستحبّ أن يقول: "بسم اللهِ وَاَللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ إيمَانًا بِك، وَتَصْدِيقًا بِكِتَابِك، وَوَفَاءً بِعَهْدِك، وَاتِّبَاعًا لِسُنَّةِ نَبِيِّك صَلَّى الله عليه وسلم"، فقد كان الصحابة يقولونه عند استلام الحجر الأسود وعند بدء الطواف.[٢]


  • يضطبع ويبدأ الطواف، والاضطباع هو كشف الكتف الأيمن بأن يجعل المُحرم وسط ردائه أسفل إبطه الأيمن، ويرمي طرفيه على كتفه الأيسر.


  • يجعل المُحرم البيت على يساره، ويجعل يمينه إلى الخارج، ويطوف حول البيت.


  • إذا وصل إلى الركن اليماني فيُسنّ أن يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٣]


  • يُكمل الطواف حتى يصل إلى الحجر الأسود، وبذلك يكون قد أتمّ طوفة واحدة، فيستلم الحجر الأسود، ويقبّله إن استطاع دون مزاحمة، فإن لم يستطع استلمه من بعيد بالإشارة، ويقول كلّما استلمه: "بسم الله والله أكبر".[٤]


  • يفعل ذلك فيطوف حول البيت إلى أن يُكمِل سبعة أشواط، بحيث يكون أول شوطٍ ابتدأه من الحجر الأسود، وآخر شوطٍ عند الحجر الأسود لا قبله، ويُسنّ للرجل أن يرمل في الثلاثة أشوطٍ الأولى؛ أي يُسرع فيها بالمشي.


  • بعد الانتهاء من الطواف يُصلّي ركعتين خلف مقام النبيّ إبراهيم إن استطاع أو في أي موضعٍ قريبٍ منه، ويُسنّ أن يقرأ في الركعة الأولى سورة الكافرون بعد سورة الفاتحة، ويقرأ في الثانية سورة الإخلاص، ثمّ يرجع إلى الركن -الحجر الأسود- ويستلمه، ثمّ يخرج إلى الصفا للسعي.


شروط الطواف وآدابه

ذكرنا فيما سبق كيفية الطواف بشكلٍ متسلسل، ونوضّح فيما يأتي شروط الطواف وأبرز آدابه وسننه:


شروط الطواف

شروط الطواف هي الأمور التي لا يصحّ طواف المسلم إلا بها، ونذكرها فيما يأتي:[٥]

  • النية، فلا بدّ للمسلم أن ينوي طوافه وأن يميّزه أهو طواف قدوم، أم طواف عمرة، أم طواف حج؟ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى).[٦]


  • ستر العورة.


  • الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر.


  • جعل الكعبة على يساره.


  • أن لا يفصل بين الأشواط السبعة بفاصلٍ كبير، فيوالي بينها، ويجوز أن يفصل بينها فصلاً يسيراً من الزمن، كمن احتاج لإعادة وضوئه، أو للصلاة، ثمّ يُكمل طوافه من حيث وقف.


  • أن يستوعب المسلم جميع الأشواط السبعة كاملة دون نقص.


  • الطواف من وراء الحجر، فلا يصحّ أن يدخل بين الحجر وبين الكعبة في الأشواط.


  • الطواف من خارج الشذروان؛ أي ما فضل عن جدار الكعبة، ومن طاف من داخلها فلا يُحتسب له، لأنّها من حدود الكعبة.


من سنن وآداب الطواف

ذكرنا أثناء الكيفية سابقاً العديد من السنن في الطواف، ونوضّحها هنا بالتحديد بالإضافة إلى غيرها من الآداب فيما يأتي:[٧]

  • الاضطباع، وهو كشف الكتف اليُمنى للرجل، ويكون في الطواف الأول من قدوم المُحرم إلى مكة، سواء كان طواف عمرة أم طواف قدوم.[٥]


  • الرمل، وهو إسراع الرجل في المشي في أوّل ثلاثة أشواط، ويكون أيضاً في أوّل طواف يقدم به المُحرم إلى مكة.


  • الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود بما ذُكِر سابقاً في الكيفية، ولا يوجد دعاءٌ مأثورٌ عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- غيره في الطواف.


  • الدعاء وذكر الله، فيُسنّ للمسلم أن يدعو الله -تعالى- بالطواف بما شاء وأحبّ من الأدعية المشروعة، وأن يُكثر من ذكر الله -تعالى-، فلا يقول إلا خيراً.


  • الخشوع وحضور القلب أثناء الطواف، لأنّ الطواف كالصلاة، وعلى المسلم أن يستشعر عظمته في قلبه، فيُلازمه الخشوع أثناء الطواف في حركاته ودعائه وظاهره وباطنه.


المراجع

  1. أحمد حطيبة، آداب العمرة وأحكامها، صفحة 8-9، جزء 3. بتصرّف.
  2. النووي، المجموع شرح المهذب، صفحة 30، جزء 8. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:201
  4. محمد إسماعيل المقدم، دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم، صفحة 26، جزء 5. بتصرّف.
  5. ^ أ ب عبد العزيز الراجحي، شرح عمدة الفقه، صفحة 11، جزء 23. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1، صحيح.
  7. محمد إسماعيل المقدم، دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم، صفحة 26-27، جزء 5. بتصرّف.